الجمعة، 29 أبريل 2011

ولأول مرة بشوف ال"انا"
كائن روحه بتنزف
من فضلك..
متقفش تتنح فيا وتستغفر

انا معملتش حاجة على فكرة

الاثنين، 18 أبريل 2011

ثانى قصة قصيرة على التوازى

كنت اتحدث _وعمالة اتكلم اتكلم_ فجأة انتبهت الى شىء ما، وسألت نفسى سؤال عويص" ايه اللى انا بقوله دا؟" ادركت ان نسب الكلام ليست مضبوطة حتى اصبح يشبه الاكلة الحارة، انها تفتح شهيتك لتأكل المزيد ولكن من يضمن لك النتائج الاخيرة.
بحثت بين علب اللبن التى كانت تملأ المكان حولى ما بين فارغ و على وشك الافراغ افتش عن علبة "خوف" _فمن الواضح ان النسبة قلت جدا عندى هذه الليلة_ فلم اجد.
فتشت فى خزانة ملابسى لربما كنت اخفى قليلا منه هنا، لكنى لم اجد ايضا.
دخلت غرفة احمد الصغير فلابد ان يوجد هنا المزيد من علب "الخوف" التى تربينا عليها، قلبت فى ملابسه هو ايضا ولم اجد سوى لبن الاطفال، سألت والده: هى علب "الخوف" بتاعت احمد فين؟
نظر الىَ متعجبا وقال: هاجيبله "خوف" ليه دا ولد.
خرجت الى باقى الغرف افتش فيها حتى استوقفتنى امى فزعة : فيه ايه بتدورى على ايه؟
"الخوف" خلص ومش لاقية عند احمد، اعمل ايه دلوقتى؟
ايوة بس انتى هتعملى بيه ايه؟ وللا شرب اللبن كتير النهاردة خلاكى اتسخطتى؟
بتهزرى؟ مش دا اللى ارتبينا عليه، فاكرة علبة "الخوف" الاتنين كيلو الرمادى بتاعة زمان؟
ايوة بس دا زمان عشان كنتى



صغيرة وبنت وكان لازم...قاطعتها:
كان لازم ايه؟ تجيبيلى "خوف" اد ما بتجيبى لبن؟
كلنا اتربينا عليه ونفع، متزوديهاش
طيب اتفضلى هاتيلى علبة دلوقتى
ليه؟
عشان عشان مش عارفة.... بس انتى قولتى ان دا الصح
وقلت كمان انك كبرتى عليه، انا معرفش انك كنتى لسه بتشربيه لغاية دلوقتى
ما انتى لو سألتى نفسك عن تفسير لكتير من تصرفاتى كنتى عرفتى
يووووووووووووه، بقولك ايه فيه علبة فى المطبخ من فوق بس متاخديش منها كتير عشان دى بتاعت بنت اختك.

السبت، 2 أبريل 2011

"إما يبلغن عندك الكبر"

دائما ما كانت تستوقفنى هذه الاية وانا ادرسها فى المرحلة الإبتدائية، انها برغم بساطتها الا انها كانت بالنسبة لى مثار حيرة كبيرة.
وفى المرحلة الإبتدائية بالمدارس الأزهرية يعلموك دائما الا تسئل لأن حيرتك اذا تعلقت بنص قرءانى فانك حتما ستفتح على نفسك بابا ينتهى بان تنال "عصايتين على ايدك" لانك اسأت التعامل مع النص وسألت عما ورائه "ياقليل الادب".
كنت كلما سمعتها اثارت فى نفسى عدة اسئلة، إذ كيف يبلغون عندك

"انت" الكبر، اليس هم الذين أتو بك الى الدنيا؟ انهما اصحاب البيت وغالبا فى هذا السن المتقدم تكن لهما ممتلكات هى حصيلة عمر افنوه فى الكد والتعب من اجلك، إذا انت الذى عندهما وليس العكس.
لم يشرح لى احد عكس ذلك حتى "بلغو عندى الكبر" فعرفت حق المعرفة ان حكمة الله اقتدت ان يعبر عن الحالة المعنوية بظرف المكان "عندك" لانهم فى هذا السن المتقدم يصبحون عندك فعلا، فحين يتقدم العمر بابائنا ينقلب الوضع ويتحول الراعى الى رعية.
ليس المطلوب فقط ان تحكم وتدير الشئون وتتصرف، لكنك ستعلم وتدلل وتراعى، ستجلس فى البيت وعينك وسط رأسك تراقب عن كثب، ستواسى فى لحظات الحزن بكلمات الاحتواء، ستمد يدك فى لحظات الضعف تعانق ايديهم او تأخذهم فى حضن يخفف عنهم شيئا من الالم الذى لابد منه.
ستعطيهم من اهتمامك ما اخذته منهم فى ريعان شبابهم، فكما كانو يعودون اليك مسرعين فور انتهاء عملهم ستعود اليهم انت ايضا، لتتناول معهم الطعام وتجلس تسامرهم، انهم ينتظرونك بلهفة لا مثيل لها كى تعود وتحكى لهم كيف يكون العالم بالخارج، فهم يخرجون من خلالك انت، ويرون بعيونك انت، فلا تتفاجأ اذا كانت ارائهم للاحداث الجارية هى من نفس منبع ارائك ولكن بغلاف من الحكمة والتعقل يفرضها عليهم خبرتهم الطويلة بالحياة، وحذار ان يضايقك وصفهم لك بالتهور انت والجيل باكمله، فهذه سمة كل الكبار.
سيستمتعون بحكاياتك الطفولية عن اصدقاءك فى العمل وسيلقون الاذن لمكالماتك التليفونية ايضا للاسف، وسيوجهون اليك الاسئلة بعدها بفضول شديد فلا تتضايق لانهم يفعلون ذلك للتسلية فقط.
انهم يتحرقون شوقا لكل ما هو جديد، لانهم مرو فى الحياة بكل شىء، احزانها وافراحها وكل المواقف مرت عليهم حتى تشابه السهل بالصعب.
وكما كنت تلح عليهم بالتنزه فى الاجازات سيلحون عليك، وعليك ان ترتب لهم خروجا امنا يتناسب وظروف كل منهم الصحية، ولا تتفاجأ اذا وجدت احدهم يستأذنك فى شراء شىء يريده ويعتذر لك عن غلاءه مبررا "انه نفسه يشتريه وخلاص" فتسرح بفكرك وانت لا تفهم كيف يسأل ويستأذن ويبرر وهو صاحب كل تلك الاموال، حتى انك بناءا على رغبته ما زلت تنفق من امواله برغم انك تعمل ولك راتب، واستأذانه هذا بالذات افسره لنفسى بشكل خاص: "لربما صدق انى امه فعلا، فانا فى لحظات المرح اردد عليه جملتى الشهيرة: ما انا اتبنيتك بقى واللى كان كان".
ثم تأتى لحظة فاصلة ارادها الله وعليك ان تمتثل لها بكل صبر، ان الله اراد لاحدهما الرحيل الان.
بعد ان تنتهى كل المراسم التى اعددتها ولا تعرف حتى الان كيف تحملت التفكير والتدبير فى موقف كهذا، يأتى احدهم ليسلمك "مفتاح مربوط فى شريطة سودا" ياله من موقف مهيب، انه مفتاح المدفن حيث يرقد اغلى الناس على قلبك، انه موقف يثبت لك انه مازال "عندك" بالرغم من ان المدفن ملكا خاصا له، لتصبح انت المالك الان لكل تلك الاشياء، وهذا الوضع الجديد لن يختلف عن السابق الا فى شىء واحد هو انك حين تمضى ورقة رسمية لن يسبق اسمك لفظ "عنه" ولن يتبعه رقم التوكيل وانما ستلخص كل تلك الكلمات فى كلمتين فقط" اسماء عبد الحميد".